الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

تطوير الذات بين التعريف والتخريف


لعلي لا أذيع سراً إن قلت: إن أغلب الخلافات التي تنشأ بين الناس في حواراتهم ونقاشاتهم، ما هي في الغالب الأعم، إلا نتاج اختلاف وتشوش معاني الكلمات أو حدود المفاهيم بينهم، أو نتاج عدم الوصول إلى اصطلاحات ثابتة بينهم يمكن الركون إليها في فهم وتفسير وتعريف تلك الكلمات أو المفاهيم، فكم من مرة يسمع الإنسان كلمة أو مصطلحاً من شخص آخر، فتُحدث له الكثير من الألم أو قد يفهم منها الموافقة أو الرفض ويكون الأمر عكس ذلك تمامًا!
  
لتتحقق مما ذكر، اسأل عشرة من الناس متفرقين عن معنى مفهوم "تطوير الذات"؛ ما هو بالتحديد؟ وكيف نميزه عن غيره بالضبط؟ دون الإجابات ثم قارن بينها. أما أنا؛ قد واجهت أمراً غريبًا؛ خلال رحلتي في عالم تطوير الذات؛ والتطوير الإداري. فلقد وجدت أن هناك تباينًا شديدًا في تعريف وتحديد مفهوم تطوير الذات ليس بين عموم الناس فقط بل وحتى بين المختصين. ولعلك سترى ذلك جلياً لو قمت فعلا بطرح السؤال السابق وقارنت بين الإجابات.
  
إن مفهوم تطوير الذات للوهلة الأولى، يعطي إيحاءً بمعنى التقدم والرقي، وقد يفهم منه أن المرء لا بد أن يكون في كل يوم أفضل منه في اليوم الذي قبله، وقد يفهم منه أن يسعى الإنسان إلى الوصول إلى القمة أو إلى التميز أو الثراء. ولا أدري إن كنت قمت بالتمرين السابق؟ أما أنا فقد قمت به وبعد ما سألت العشرات من الناس خلصت إلى أنه لا يوجد تعريف دقيق جامع مانع لهذا المفهوم بل هناك اختلاف وتباين شديدان بين كل تعريف وآخر. كما أن نفسي لم تطمئن إلى كثير مما وجدت من تعريفات تطوير الذات، وذلك للضبابية التي كست كثيرًا منها ولغياب التعريف الجامع المانع، فتوكلت على الله وابتدعت التعريف التالي لما يسمى بتطوير الذات وهو محل نقاش وتصويب وهو رأي يحتمل الخطأ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق